ثمامة بن اثال


 ثمامة بن اثال قبل الإسلام

كان ثمامه ابن اثال سيد من سادات بني حنيفة، وملك من ملوك اليمامة، وكان لا يعصى له أمر.

بعث إليه النبي -صلى الله عليه وسلم-    كغيره من ملوك العرب يدعوه إلى الإسلام، وقد اعرض ثمامه كغيره من الملوك عن رسالة النبي.

 وعزم على قتل النبي -صلى الله عليه وسلم-. 

 إلا أن عما من أعمام ثمامة نهاه عن ذلك.

وقد قتل ثمامة بعضا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-.

 فأهدر النبي دمه وأعلن ذلك في أصحابه.

 ولما أراد ثمامه أن يعتمر إلى بيت الله الحرام، غادر اليمامة موليا وجهه شطر مكة ، وبينما هو في طريقه مر على المدينة المنورة.

وكان من عاده النبي -صلى الله عليه وسلم-   أن يرسل حراسه تجوب المدينة يمنه ويسرة خوف من أن ينزل بالمدينة نازل وهم غافلون.

قصة اسلامه

فاسر الحراس رضي الله عنهم ثمامه وهم لا يعرفونه، وأتوا به إلى المسجد لينظر رسول الله في أمره.

ولما رآه النبي -صلى الله عليه وسلم-    عرفه، وأوصى أصحابه به خيرا في الأسر، وأمر له بطعام وشراب.

دعوة الإسلام

وجاء النبي -صلى الله عليه وسلم-    إلى ثمامه يريد أن يدعوه إلى الإسلام، فقال ما عندك يا ثمامه ؟؟

فقال ثمامه عندي يا محمد خير، فإن تقتل تقتل ذا دم، وأن تنعم تنعم على شاكر، وان كنت تريد المال فسال تعطي منه ما شئت.

فتركه النبي -صلى الله عليه وسلم- يومين على حاله ثم جاءه وأعاد عليه السؤال، ما عندك يا ثمامه ؟؟

فأجاب ثمامه بمثل ما قال في المرة الأولى.

وجاءه النبي -صلى الله عليه وسلم-  في اليوم التالي وسأله ما عندك يا ثمامه ؟؟

فأجابه بمثل ما أجاب.

فالتفت النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أصحابه وقال أطلقوا ثمامه .

إسلام ثمامة بن اثال

ولما غادر ثمامه مسجد رسول الله مضى إلى أقاص المدينة.

وتطهر فأحسن طهوره ثم عاد إلى المسجد وشهد الشهادتين أمام رسول الله وجمع من المسلمين.

نور الإسلام

ثم قال يا محمد والله ما كان على ظهر الأرض وجه أبغض إلى من وجهك، وقد أصبح وجهك الآن أحب الوجوه إلى.

والله ما كان دين أبغض إلى من دينك، فأصبح دينك أحب الدين كله إلى .

والله ما كان بلد أبغض إلى من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إلى.

ولقد كنت أصبت في أصحابك دما فما الذي توجبه علي؟؟

فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لا تثريب عليك يا ثمامه فإن الإسلام يجب ما قبله.

فقال ثمامه والله لاصيبن من المشركين أضعاف ما أصبت من أصحابك، ولاضعن نفسي وسيفي ومن معي في نصرتك ونصرة دينك،

وأمره النبي أن يمضي إلى عمرته على شريعة الله ورسوله.

ثمامة مع اهل مكة

وانطلق ثمامه إلى مكة وأخذ يردد لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.

فكان أول المسلمين على ظهر الأرض دخولا لمكة ملبيا.

ولما أرادت قريش أن تبطش بهذا الرجل الذي يلبي تلبيه الإسلام، أخذ شيوخهم على أيدي شبابهم وقالوا، ويحكم, تعلمون من هذا؟

إنه ثمامه بن اثال ملك اليمامة.

والله إن اذيتموة قطع قومه عنا الميرة وأماتونا جوعا.

واقبلوا إليه يسألونه لماذا فعلت هذا؟؟

لماذا غيرت دينك ودين آبائك إلى دين محمد؟؟

فقال اتبعت خير دين، اتبعت دين محمد. والله لا يصل إليكم بعد عودتي إلى اليمامة حبه من قمحها أو شيء من خيراتها حتى تتبعوا دين محمد.

جهاده مع المسلمين

ولما عاد إلى قومه أمرهم بقطع الميره عن قريش فاستجابوا له، وقطعوا خيراتهم عن أهل مكة.

فارتفعت الأسعار في مكة وأخذ الجوع يضرب شبابها وشيوخها وأطفالها حتى خافوا أن يهلكوا جوعا.

الرحمة المهداه

فكتبوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-    يقولون إن عهدنا بك أنك تصل الرحم، وتحض على ذلك.

وها أنت قد قطعت أرحامنا، فقتلت الآباء بالسيف، وأمت الأبناء بالجوع، وان ثمامه بن اثال قد قطع عنا ميرنا وأضر بنا.

فإن رأيت أن تكتب إليه أن يبعث إلينا بما نحتاج إليه فافعل.

فكتب النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ثمامه بأن يطلق لهم ميرتهم فأطلقها.

موقف ثمامة مع الردة

وقد كان لثمامة موقفا عظيما في مواجهة مسيلمة الكذاب، فقد كان دائما يقول لقومه من بني حنيفة إياكم وهذا الأمر المظلم الذي لا نور فيه , وإن محمدا رسول الله لا نبي بعده ولا نبي يشرك معه.

ومدى يقاتل المشركين في سبيل الله وإعلاء لكلمته في الأرض.


تعليقات